تعريف الخسسران نعوذ بالله ن الخسران كله

تعريف الخسران هو صيغة مبالغة من خسارة وهو أخر وأعلي مراتب الخسارة نعوذ بالله     / معني الخسران /تعريف و معنى خسر  في قاموس لسان العرب. قاموس قال الفراء:الخسر-هو:عقوبة/بذنبه وأَن يَخْسَر أَهله ومنزل في الجنة / والخَسَار والخَسار والخَيْسَرَى:/هو الضلال والهلاك/الضلال والهلاك عقوبة بذنبه وأَن يَخْسَر أَهله ومنزل في الجنة

87. من هم الخاسرون؟

في الحديث: ليس من مؤمن ولا كافر إِلا وله منزل في الجنة وأَهل وأَزواج فمن أَسلم سَعِدَ وصار إِلى منزله، ومن كفر صار منزله وأَزواجه إِلى من أَسلم وسعد، وذلك قوله: الذين يرثون الفردوس؛ يقول: يرثون منازل الكفار وهو قوله: الذين خسروا أَنفسهم وأَهليهم يوم القيامة؛

الجمعة، 16 سبتمبر 2022

الأحاديث المرفوعة المعلة في كتاب حلية الأولياء المؤلف د.سعيد بن صالح الرقيب ح 82.

 



 

Text Box: الحديث : الثاني و الثمانون .


 

 ح 82.


82.قال أبو نعيم رحمه الله :

حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن مسعود الدمشقي ، ثنا عمرو بن أبي سلمة ، ثنا صدقة بن عبدالله ، عن الأوزاعي ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن النبي r قال :" من أبلى ([1])خيراً فلم يجد إلا الثناء فقد شكره ، ومن كتمه  فقد كفره ، ومن تحلى بباطل فهو كلابس ثوبي زور".

كذا رواه صدقة عن الأوزاعي عن أبي الزبير واسمه محمد بن مسلم بن تدرس وتفرد به والحديث مشهور بأيوب بن سويد ، عن الأوزاعي ،عن محمد بن المنكدر ، عن جابر.

[ حلية الأولياء 6/147 ].

 

(( تخريج الحديث ))

الحديث يرويه الأوزاعي ، واختلف عنه من وجهين :-

الأول : يروى عنه ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله t ، عن النبي r .

الثاني :يروى عنه ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله t ، عن النبي r .

تخريج الوجه الأول :

( الأوزاعي ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله t ، عن النبي r ).

تفرد به صدقة بن عبد الله من هذا الوجه عن الأوزاعي.

رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/147 ، ومن طريقه : رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 6/10.

 

تخريج الوجه الثاني :

( الأوزاعي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله t ، عن النبي r ).

تفرد به أيوب بن سويد من هذا الوجه عن الأوزاعي.

رواه الطبراني في المعجم الأوسط 6/362 ح ( 6617 ) ، رواه ابن عدي في الكامل 1/364 ، وذكره أبو نعيم في حلية الأولياء 6/147.

(( تراجم الرواة ))

أولاً : ترجمة مدار الحديث.

عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 66 ).

ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.

صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية الدمشقي [ت س ق ].

روى عن : الأوزاعي ، وعبد الكريم الجزري ،وعبد الملك بن جريج .

روى عنه : إسماعيل بن عياش ، وبقية بن الوليد ،وعمرو بن أبي سلمة التنيسي .

قال الإمام أحمد:" ما كان من حديثه مرفوعاً فهو منكر ……وهو ضعيف جداً" ، وقال :" ضعيف ليس يسوى حديثه شيئاً أحاديثه مناكير " ، وقال يحيى بن معين ، وأبو زرعة والبخاري ، والنسائي  ، والذهبي ، وابن حجر :" ضعيف " ، مات سنة ست وستين ومائة ، ([2]) .

ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.

أيوب بن سويد.

صدوق يخطئ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 81 ).

 

(( دراسة الاختلاف ))

يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن الأوزاعي من وجهين :-

الأول : يرويه صدقة بن عبدالله ، عن الأوزاعي ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله t ، عن النبي r .

الثاني :يرويه أيوب بن سويد ، عن الأوزاعي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله t ، عن النبي r .

وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يمكن القول بتضعيف الوجهين لما علم من حال رواتهما ، ومما يزيدها ضعفاً تفرد أصحابهما بهذا الحديث عن الأوزاعي ، ولم يتابعهما على الحديث عنه أي من أصحابه المعروفين بكثرة الرواية عنه.

(( الحكم على الحديث ))

الحديث من طريق الأوزاعي ضعيف من الوجهين الذي رويا عنه.

وللحديث طرق عن جابر بن عبد الله t .

الأول : من طريق أبي سفيان : طلحة بن نافع.

قال أبو داود : حدثنا عبد الله بن الجراح ، ثنا جرير ،عن الأعمش ، عن أبي سفيان عن جابر ، عن النبي  r قال :" من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره ".

رواه أبو داود في سننه ، كتاب الأدب : باب ( 13 ) : في شكر المعروف ، 2/355ح (4813 ).

دراسة إسناد هذا الطريق  :

عبد الله بن الجراح بن سعيد التميمي أبو محمد القهستاني([3]) [ د ق ].

روى عن إبراهيم بن سعد ، وجرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة .

روى عنه : أبو داود ، والنسائي في حديث مالك ، وبن ماجة .

قال أبو زرعة :" صدوق " ، وقال أبو حاتم:" كان كثير الخطأ ، ومحله الصدق " ، وقال النسائي :" ثقة " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال :" مستقيم الحديث " ، وقال الذهبي :" ثقة " ، وقال ابن حجر:" صدوق ، يخطئ " ، ولعل الأحرى به أن يكون في مرتبة صدوق ، فقد وثقه النسائي وابن حبان ، والذهبي ، وأما وصفه أبي حاتم له بكثرة الخطأ فقد تفرد به ، وهو من المتشددين  ، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ([4]).

جرير بن عبد الحميد.

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).

الأعمش : سليمان بن مهران.

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 6 ).

طلحة بن نافع القرشي ، أبو سفيان الواسطي ،الإسكاف [ ع ].

روى عن : أنس بن مالك ، وجابر بن عبد الله ، وعبد الله بن الزبير y .

روى عنه : سليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج ، والعوام بن حوشب.

وقال :" لا شيء " ، قال الإمام أحمد :" ليس به بأس " ، وقال النسائي :" ليس به بأس "

وقال العجلي :" جائز الحديث وليس بالقوي  " ، وقال الذهبي :" احتج به مسلم وأخرج له البخاري مقرونا بغيره  " وذكره فيمن تكلم فيه وهو موثق ، وقال :" ثقة " ،  ، وقال ابن حجر:" صدوق " ([5]).

جابر بن عبد الله الأنصاري t .

صحابي.

الحكم على الحديث:

الحديث بهذا الإسناد ، ضعيف في إسناده الأعمش مدلس ، ولم يصرح بالسماع ، قال ابن حبان في ترجمة طلحة بن نافع :" كان الأعمش يدلس عنه " ([6]) ، وحديث طلحة بن نافع عن جابر إنما هو صحيفة ، قال شعبة :" أبو سفيان عن جابر إنما هو كتاب " ([7]) ، لكن ذكر عنه الأعمش أنه جاور جابر بن عبد الله t بمكة ستة أشهر ([8]).

الثاني : من حديث شرحبيل بن سعد الخطمي.

حدثنا مسدد ، ثنا بشر ، ثنا عمارة بن غزية قال : حدثني رجل من قومي ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله r  :" من أعطي عطاء فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثن به فمن أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره ".

رواه أبو داود في سننه ، كتاب الأدب : باب ( 13 ) : في سكر المعروف ، 2/355ح (4813 ) ،وميز الرجل المذكور بأنه شرحبيل بن سعد ، وكذالك هو في إسناد البخاري في الأدب المفرد ، وهو قول أبي حاتم ([9]).

ومن طريقه : رواه البيهقي في السنن الكبرى 6/182 ، ورواه البخاري في الأدب المفرد ص 84 ح ( 215 ) ، وعبد بن حميد في مسنده كما في المنتخب ص 347 ح ( 1147 ) ، وفيهما زيادة :" ومن تحلى بباطل فهو كلابس ثوبي زور" ، وأبو يعلى في المسند 4/104 ح ( 2137 ) ، والحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الباحث 2/858 ح ( 913 ) ، وابن حبان ، كما في الإحسان  باب : صدقة التطوع  8/204 ح ( 3415 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 6/514 ح ( 9108 ) ، والخطيب في تاريخ بغداد 10/119 ، والقضاعي في مسند الشهاب 1/294 ح ( 485 ) ، والضياء المقدسي في المختارة 1/294 ح ( 485 ).

دراسة إسناد المتابعة هذا الطريق :

مسدد بن مسرهد بن مسربل الأسدي .

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث ، رقم ( 11 ).

بشر بن المفضل.

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 11 ).

عمارة بن غزية بن الحارث بن عمروالأنصاري المدني ،[خت م 4 ].

روى عن : ذكوان أبي صالح السمان ، وسعيد المقبري ، وشرحبيل بن سعد.

روى عنه : إسماعيل بن عياش ، بشر بن المفضل ، وزهير بن معاوية .

قال الإمام ابن سعد ، والإمام أحمد ، وأبو زرعة ، والعجلي ، والدارقطني :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وذكره الذهبي فيمن تكلم فيه وهو موثق ، وقال :" ثقة ، مشهور" .

وأنزله عن هذه الرتبة ، يحيى بن معين فقال :" صالح " ، وقال :" ليس به بأس " ، وقال أبو حاتم:"  ما بحديثه بأس كان صدوقاً "، وقال النسائي :" ليس به بأس " ، وقال ابن حجر :" لا بأس به " ، والذي أراه انه ثقة ، فهو قول الأكثر ، ومن أنزله عن هذه الرتبة غير ابن حجر فمن المتشددين ، ولم يذكر في ترجمته ما يستوجب إنزاله عن رتبة ثقة ،والقول فيه قول الجماعة ، مات سنة أربعين ومائة ([10]).

شرحبيل بن سعد ، أبو سعد الخطمي المدني مولى الأنصار [ بخ د ق ].

روى : عن جابر بن عبد الله ،وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن عباس y .

روى عنه : عمارة بن غزية ، وفطر بن خليفة ، ومالك بن أنس .

قال مالك بن أنس :" ليس بثقة " ،  وقال يحيى بن معين :" ليس بشيء ، هوضعيف " ، وقال أبو زرعة :" فيه لين " ، قيل لأبي حاتم : " في حديثه لين ؟ " قال :" نعم ، ضعيف الحديث" وقال النسائي :" ضعيف " ، وقال ابن عدي:" ولشرحبيل أحاديث وليس بالكثير وفي عامة ما يرويه إنكار " ، وقال الدارقطني :" ضعيف يعتبر به " .

وحسن حاله ابن حبان فذكره في الثقات ، وقال في مشاهير علماء الأمصار :" كان من المتقنين" ، وابن حجر فقال :" صدوق ، اختلط بآخرة " .

ولعل من تكلم فيه لأمرين : قال سفيان بن عيينة :" ولم يكن أحد أعلم بالمغازي والبدريين منه فاحتاج فكأنهم اتهموه " ، والأمر الثاني : أنه طال عمره ، واختلط ،  وصفه بذلك ابن عدي ، ولم يذكره ابن الكيال في الكواكب النيرات ، واستدركه عليه محقق الكتاب ، مات سنة ثلاث وعشرين ومائة   ([11])

جابر بن عبدالله الأنصاري t .

صحابي .

الحكم على الحديث:

الحديث بهذا الإسناد ، ضعيف ؛ في إسناده شرحبيل بن سعد ضعيف.

فيصبح الحديث بمجموع هذين الطريقين حسناً .

 


Text Box: الحديث  : الثالث  والثمانون . 

 

 


قال أبو نعيم رحمه الله :

حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا عبد الأعلى بن حماد ، ثنا سلام ، عن سعيد بن مسروق ، عن تميم بن سلمة ، عن ابن عمر قال :" إن الله تعالى يحب أن   تؤتى رخصه  كما يحب أن تؤتى عزائمه ".

كذا رواه تميم عن ابن عمر موقوفاً .

ورواه نافع وغيره عنه مرفوعاً ولم نكتبه من حديث سلام وسعيد إلا من هذا الوجه .

[ حلية الأولياء 6/191-192 ]

 

(( تخريج الحديث ))

الحديث يرويه عبد الله بن عمر بن الخطاب t واختلف عليه من وجهين :

الوجه الأول : يروى عنه من قوله.

الوجه الثاني : يروى عنه ، عن النبي r .

تخريج الوجه الأول :

( عبد الله بن عمر ، من قوله ).

تفرد به تميم بن سلمة من هذا الوجه عن ابن عمر t .

رواه ابن أبي شيبة في المصنف ، كتاب : الأدب ، باب (180 ) : في الأخذ بالرخص 5/318 ح ( 26464) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 4/191، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/522 ، وابن حزم في الإحكام 6/191.

تخريج الوجه الثاني :

( عبد الله بن عمر ، من قوله ).

تفرد به نافع مولى ابن عمر من هذا الوجه عن ابن عمر t .

ومدار حديث نافع على قيس بن حرب ، ويرويه عنه : عمارة بن غزية ، ورواه عن عمارة جماعة :

1- يحيى بن أيوب .

رواه ابن خزيمة في صحيحيه ، كتاب الصلاة باب ( 370 ) : استحباب قصر الصلاة في السفر 2/73 ح ( 950 ) ([12]) ، وابن الأعرابي في المعجم 3/1040 ح ( 2237 ).

2- بكر بن مضر المصري.

رواه ابن خزيمة في صحيحه ، كتاب :الصيام ، باب ( 102 ) : استحباب الفطر في السفر 3/259 ح ( 2027 ) ، ولفظ آخره :" كما يحب أن تترك معصيته ".

3- عبد الله بن جعفر المديني .

رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 10/374.

4- يحيى بن عبد الله بن بكير.

رواه الروياني في المسند 2/421 ح ( 1434 )،ولفظ آخره:"كما يكره أن تؤتى معاصيه ".

5- عبد العزيز بن محمد الدرواردي.

ورواه الإمام أحمد في المسند 10/112 ح ( 5873 ) ، والبزار كما في كشف الأستار رقم ( 988 ) ، وابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الصلاة ، باب ( 28 ) فصل في صلاة السفر 6/456 ح( 2742 ) ، و في كتاب : الصيام ، باب (12 ) : صوم المسافر 8/333 ح ( 3568 )، ولفظ آخره : "كما يحب أن تؤتى عزائمه " ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الصلاة ، باب : كراهية ترك التقصير والمسح على الخفين ، وما يكون رخصة رغبة عن السنة 3/140 ، وفي شعب الإيمان 3/403 ح ( 3890 ) ، ولفظ آخره :" كما لا يحب أن تؤتى معصيته "، والخطيب في تاريخ بغداد 10/347 ، ورواه القضاعي في مسند الشهاب 2/151 ح( 1078 )، ولفظ آخره :" كما يحب أن تترك معصيته " ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 43/543.

 

(( تراجم الرواة ))

أولاً : ترجمة مدار الحديث.

عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي t .

صحابي.

ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .

تميم بن سلمة السلمي الكوفي ، [ خت م د س ق ].

روى عن : عروة بن الزبير ، وسليمان بن صرد ، وشريح بن الحارث.

روى عنه : سليمان الأعمش ، ومنصور بن المعتمر ، وسعيد بن مسروق الثوري.

قال يحيى بن معين ، والنسائي ، وابن حجر ": ثقة " ، لم أجد في مواضع ترجمته من صرح بروايته عن ابن عمر t ، إلا أن أبا حاتم  ذكر في ترجمته أنه روى عن عبد الله بن الزبيرt  ، وابن الزبير توفي هو وابن عمر سنة ثلاث وسبعين ، فاحتمال أخذه عن ابن عمر وارد ، مات سنة مائة ، وقيل إحدى ومائة ([13]).

ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني .

نافع مولى عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب ، أبو عبد اللَّه المدني ،[ ع ].

روى عن : عبد الله بن عمر ، ورافع بن خديج ، وأبي سعيد الخدري y.

روى عنه : مالك بن أنس ، وحرب بن قيس ، وجرير بن حازم.

قيل إن أصله من المغرب ، وقيل من نيسابور ، أصابه ابن عمر في بعض غزواته ، قال مالك : "كنت إذا سمعت من نافع يحدث عن ابن عمر لا أبالي أن لا أسمعه من غيره ". قال البخاري : أصح الأسانيد :" مالك عن نافع عن ابن عمر " ، وقال العجلي :"تابعي ثقة "  وقال النسائي :" ثقة " وقال ابن حجر:" ثقة ، ثبت ، فقيه ، مشهور " ،  مختلف في سنة وفاته والأقوال مترددة بين سنة ست عشرة ومائة إلى سنة عشرين ومائة ([14]).

(( دراسة الاختلاف ))

يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن عبد الله بن عمر t من وجهين :

الأول : يرويه تميم بن سلمة الكوفي عن عبد الله بن عمر t  من قوله .

الثاني : يرويه نافع مولى ابن عمر عن عبد الله بن عمر t  عن النبي r .

وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :

أن نافعاً أعرف الناس بحديث ابن عمر ، ومن أقرب الناس إليه ، وهو واسطة العقد في سلسلة الذهب بين ابن عمر t ومالك بن أنس.

أن ما في الحديث ليس للعقل فيه مجال ، ففيه إخبار عن شيء مما يحبه الله عز وجل.

(( الحكم على الحديث ))

سأدرس الإسناد من الوجه المرجح بإسناد الإمام أحمد ، قال رحمه الله :

علي بن عبد الله بن جعفر المديني .

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 24 ).

عبد العزيز بن محمد الدرواردي.

صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 33 ).

عمارة بن غزية بن الحارث الأنصاري المازني .

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 83 ).

حرب بن قيس مولى طلحة ، المدني.

روى عن : أبي الدرداء t مرسل ، ونافع مولى ابن عمر ، ومحمد بن كعب.

روى عنه : عمارة بن غزية ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ويحيى بن العلاء

قال البخاري :" كان رضاً " ، وذكره ابن حبان في الطبقة الثالثة من ثقات التابعين ([15]) .

نافع ، مولى ابن عمر .

ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.

عبد الله بن عمر بن الخطاب t .

صحابي.

الحكم على الحديث :

الحديث بهذا الإسناد : حسن ، في إسناده عبد العزيز الدرواردي حسن الحديث ، وقد توبع تابعه يحيى بن عبد الله بن بكير ( ثقة ) ([16]) ، وبكر بن مضر المصري ( ثقة ، ثبت ) ([17])، فيصح الحديث ، وقد أخرجه ابن خزيمة ، وابن حبان في صحيحيهما ، وصححه الألباني([18])




Text Box: الحديث  : الرابع  والثمانون .
 

 

 

 


قال أبو نعيم رحمه الله :

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر في جماعة ، قالوا : ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ح.

وحدثنا سليمان ، ثنا عبد الله بن أحمد ، قالا : ثنا العباس بن الوليد ، ثنا بشر بن منصور ، ثنا سفيان ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله r  :" إنما الدين النصيحة ، إنما الدين النصيحة ، إنما الدين النصيحة ".

قالوا :" لمن يا رسول الله " ؟ .

قال :" لله ولرسوله ، ولكتابه ، ولأئمة المسلمين ، ولعامتهم ".

غريب من حديث الثوري ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة تفرد به بشر.

ورواه أصحاب الثوري ، عن سهيل ، عن عطاء بن يزيد ، عن تميم.

[ حلية الأولياء 6/242 ].

(( تخريج الحديث ))

الحديث يرويه سفيان الثوري واختلف عنه من ثلاثة أوجه :

الأول : يروى عنه ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرةt   ، عن النبي r .

الثاني : يروى عنه ، عن سهيل ، عن عطاء بن يزيد ، عن تميم الداري t  ، عن النبي r

الثالث : يروى عنه ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن عطاء بن يزيد  ، عن تميم الداري t ، عن النبي r

تخريج الوجه الأول :

( سفيان الثوري ،عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة t    ، عن النبي r ).

تفرد به بشر بن منصور من هذا الوجه عن سفيان الثوري.

رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ص 505 – 506 ح ( 1092 ) ، ومن طريقه : رواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 3/383 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 6/242  ، 7/142 ، ورواه الدارقطني في العلل 10/118 ، وفي الغرائب والأفراد كما في الأطراف 5/346 ح 5699  ، وابن حجر في تغليق التعليق 2/58 ، وأبو نعيم حلية الأولياء 6/242 .

وتابع سفيان الثوري على هذا الوجه كلٌ من:

1- مالك بن أنس .

رواه البخاري في التاريخ الأوسط 2/29 ح ( 1099 ) ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ص 520 ح ( 1093 ) ، وابن عدي في الكامل 1/180 و1/183 ، والدارقطني في غرائب مالك كما في تغليق التغليق 2/58 ، وأبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه ص 18 ح ( 2 ) ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/189.

2- عبد الله بن جعفر السعدي.

ذكر حديثه الدارقطني في العلل 10/116.

تخريج الوجه الثاني :

( سفيان الثوري ، عن سهيل ، عن عطاء بن يزيد ،عن تميم الداري t  ،عن النبي  r ).

يرويه من هذا الوجه عن سفيان سبعة من الرواة :-

عبد الرحمن بن مهدي.

رواه أبو عبيد في الأموال ص 9 ح ( 2 ) ، ومن طريقه : رواه أبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 1/142 ح 193 ، ورواه الإمام أحمد في المسند 28/138 ح ( 16940 ) ، ورواه مسلم في صحيحه كتاب : الإيمان ، باب : ( 23 ) : بيان أن الدين النصيحة 1/75 ح ( 55/96 ) ، ورواه النسائي في سننه كتاب : البيعة ، باب ( 31 ) : النصيحة للإمام 4/176 ح ( 4209 )، وذكر النصيحة مرة واحدة ، وفي السنن الكبرى 4/432 ح ( 7821 ) ، و الروياني في المسند 2/486 ح ( 1511 ) ، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 2/683 ح ( 749 ).

وكيع بن الجراح.

رواه في الزهد 1/621 ح (  346) ، ومن طريقه : رواه الإمام أحمد في المسند 28/148 ح( 16947 ) .

يحيى بن سعيد القطان .

رواه عنه الإمام أحمد في المسند 28/140 ح( 16941 ) ، ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه ص 37 ح ( 4 ) .

أبو نعيم :الفضل بن دكين .

رواه ابن أبي شيبة في المسند 2/320 ح ( 820 ) ، و أبو الحسن الطوسي في الأربعين له ص 97 ح 37 ، ورواه أبو عوانه في المسند1/36 ، و الطبراني في المعجم الكبير 2/52 ح ( 1260 ) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق29/340 ، وأبو طاهر الأصبهاني في الطيوريات ص 216 ح ( 373 ).

محمد بن يوسف الفريابي .

رواه البخاري في التاريخ الأوسط 2/28 ح ( 1095 ) ، وفي التاريخ الكبير 6/459 ،    و الخرائطي في مكارم الأخلاق 2/755 ح ( 831 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 4/323 ح ( 5265 ) ،وأبو عوانه في المسند 1/36 ، وأبو طاهر الأصبهاني في الطيوريات ص 28 ح ( 8).

قبيصة بن عقبه.

رواه أبو الحسن الطوسي في الأربعين له ص 97 ح 37 ، وأبو عوانه المسند1/36-37 .

عبد الرزاق بن همام الصنعاني.

رواه الإمام أحمد المسند 28/141 ح( 16942 ) .

8- مؤمل بن إسماعيل.

رواه أبو القاسم البغوي في الترغيب والترهيب 1/454 ح ( 812 ).

وتابع سفيان الثوري على هذا الوجه كلٌ من :

روح بن القاسم .

رواه مسلم في صحيحه في كتاب : الإيمان ، باب : ( 23 ) : بيان أن الدين النصيحة 1/75 ح ( 55/96 ) ، وابن منده في كتاب الإيمان 1/424 ح ( 272 ) .

 

 

زهير بن معاوية .

رواه أبو داود في سننه كتاب : الأدب ، باب ( 67 ):في النصيحة 2/704 ح ( 4944 ) ، وأوله بلفظ : إن الدين النصيحة ، وفي آخره : وأئمة المؤمنين وعامتهم ، وأئمة المسلمين وعامتهم  ، وابن حبان في روضة العقلاء ص 324 ،  وأبو القاسم البغوي في الجعديات 2/293 ح( 2692 ) ، وابن ماسي في فوائده عن شيوخه  ص 94 ح ( 25 ) ،وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/449 ح ( 1291 ) ، وابن حجر في تغليق التعليق 2/55 .

سفيان بن عيينة .

رواه الشافعي في الرسالة ص 51 ، و ينظر مسند الشافعي ص 318 ح ( 894 ) ، ومن طريقه :- رواه أبو عوانه في المسند1/37 ، والبيهقي في الاعتقاد ص 337 ، وفي المدخل إلى السنن الكبرى ص 353 ح ( 390 ).

ورواه الحميدي في المسند 2/369 ح ( 837 ) ، ومن طريقه :- رواه ابن قانع في معجم الصحابة 1/109 ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/449 ح ( 1291 ) ، ورواه الإمام أحمد في المسند 28/146 ح ( 16945 ) ، وأوله : إن الدين النصيحة ، وه مسلم في صحيحه ، كتاب : الإيمان ، باب : ( 23 ) : بيان أن الدين النصيحة 1/74 ح ( 55/95 ) ، والعدني في كتاب الإيمان ص 132 ح ( 69 ) ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ص 504 ح ( 1089 ) ، وابن حبان في صحيحه ،  انظر الإحسان ، كتاب : السير ، باب    ( 3 ) : طاعة الأئمة 10/435 ح ( 4575 ) ومحمد بن نصر المروزي تعظيم قدر الصلاة 2/681 ح ( 747 ) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه ص 39 ح ( 6 ) ، وابن منده في كتاب الإيمان 1/424 ح ( 271 ) وابن الأعرابي ، المعجم 3/927 ح ( 1959 ) ، والخطابي في أعلام الحديث 1/188 ، وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 1/142 ح 192 ، وأبو القاسم الأصبهاني في الترغيب والترهيب 1/454 ح ( 812 ) و 3/247 ح ( 2453 ).

وهيب بن خالد.

رواه أبو عوانه في المسند 1/37  ، ورواه أبو نعيم معرفة الصحابة 1/449 ح ( 1291 ).

 

يحيى بن سعيد الأنصاري .

رواه الحسن بن سفيان في كتاب الأربعين ص 76 ح ( 36 ) ، وآخره : ولأئمة السلمين أو للمؤمنين وعامتهم ، وابن حبان ، كما في الإحسان ، كتاب : السير ، باب ( 3 ) : طاعة الأئمة 10/435 ح ( 4574 ) ، وأبو جعفر بن البختري  مجموع فيه مصنفاته ص 441 ح ( 701 ) ، ورواه أبو عوانه في المسند 1/37  ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/449 ح ( 1291 ) .

خالد بن عبد الله الواسطي.

رواه الروياني في المسند 2/487 ح ( 1512 ) ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ص 505 ح ( 1091 ) ، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة 2/686 ح ( 753 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 2/54 ح ( 1267) ، وفيه زيادة : وملائكته .

7- محمد بن جعفر بن أبي كثير .

رواه الطبراني في المعجم الكبير 2/54 ح ( 1264 ) ، وعن أبو نعيم في معرفة الصحابة 1/449 ح ( 1291 ).

تخريج الوجه الثالث :

( سفيان الثوري ، عن سهيل ، عن أبيه ، عطاء بن يزيد ، عن تميم الداري t ، عن النبي r ).

تفرد به علي بن قادم من هذا الوجه عن سفيان الثوري.

رواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار 4/74 ح ( 1442 ) .

(( تراجم الرواة ))

أولاً : ترجمة مدار الحديث.

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري .

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).

ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول.

بشر بن منصور  السليمي أبو محمد البصري ، [ م د س ].

روى عن : أيوب السختياني ، وسفيان الثوري  ، وشعبة بن الحجاج .

روى عنه : العباس النرسي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبيد الله القواريري  .

قال الإمام أحمد :" كان عبد الرحمن بن مهدي معجباً به ، حدث عنه ".

وقال الإمام أحمد ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، والنسائي والذهبي : " ثقة ، ثقة ".

وقال يعقوب بن شيبة :" كان قد سمع ، ولم يكن له عناية بالحديث " ، وقال ابن حجر :" صدوق ، عابد ، زاهد " ، والذي أراه أن يكون في مرتبة ثقة فقد وثقه الجمهور ، مات سنة ثمانين ومائة ([19]).

ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .

1- عبد الرحمن بن مهدي العنبري .

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).

2- وكيع بن الجراح

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).

3- يحيى بن سعيد القطان

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 8 ).

4- أبو نعيم : الفضل بن دكين

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).

5- محمد بن يوسف الفريابي

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 2 ).

6- قبيصة بن عقبة

صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).

7- عبد الرزاق بن همام الصنعاني

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 12 ).

 

8- مؤمل بن إسماعيل.

صدوق سيئ الحفظ ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 21 ).

رابعاً : ترجمة راوي الوجه الثالث .

علي بن قادم  الخزاعي .

صدوق ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 58 ).

(( دراسة الاختلاف ))

يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن سفيان الثوري من ثلاثة أوجه :

الأول : يرويه بشر بن منصور ، عن سفيان الثوري ، عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة t   عن النبي r .

الثاني : يرويه عبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع بن الجراح  ، ويحيى بن سعيد القطان ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، و محمد بن يوسف الفريابي ، و قبيصة بن عقبة ،وعبد الرزاق بن همام الصنعاني ، ومؤمل بن إسماعيل ثمانيتهم ، عن سفيان الثوري ،عن سهيل عن عطاء بن يزيد  عن تميم الداري t  عن النبي  r .

الثالث : يرويه علي بن قادم ، عن سفيان الثوري ، عن سهيل ، عن ، أبيه ، عن عطاء بن يزيد ، عن تميم الداري t ، عن النبي r .

وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه  الثاني هو الراجح وقرائن ترجيحه :

أن رواة الوجه الثاني يفضلون من حيث العدد والصفة من خالفهم في الوجه الأول والثالث ، فالوجه الثاني يرويه ثمانية من بينهم أوثق أصحاب الثوري – عبدالرحمن بن مهدي ، ويحيى القطان ، ووكيع بن الجراح -، والمخالفون لهم في الوجهين الأول والثالث راوٍ واحد في كل وجه ، ولم يبلغوا مرتبة أولئك في الضبط والإتقان .

لعل راوي الوجه الأول قد سلك الجادة بروايته عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه ، عن أبي هريرة t ، فهذا طريق مشهور عن أبي هريرة يسبق إليه اللسان  ، وراوي الوجه الثالث متكلم في روايته عن سفيان وله عنه بعض ما يستنكر عليه.

المتابعات لمدار الحديث بروايته على الوجه الثاني.

ومما يؤيد هذا الترجيح أقوال أهل العلم :-

قال الدار قطني عن الوجه الأول : "غريب من حديث الثوري عن سهيل تفرد به بشر بن منصور عنه ولم يروه عنه غير العباس بن الوليد النرسي ، والمحفوظ عن الثوري عن سهيل عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري " ([20]).

وقال الطحاوي عن الوجه الثالث : " وهذا الإسناد مما يذكر أهل العلم بالأسانيد أن علي بن قادم غلط فيه ؛ فأدخل فيه " أبا سهيل " وهو أبو صالح بين سهيل وعطاء بن يزيد ، ويذكرون أن أصل هذا الإسناد سهيل ، عن عطاء نفسه " ([21]).

وقال ابن حجر :" والمحفوظ عن سفيان ، عن سهيل ، عن عطاء ، عن تميم " ([22]).

أما متابعة الإمام مالك لسفيان الثوري على الوجه الأول فهذه الرواية خطأ عن مالك  ، فأين أصحاب مالك الكبار عنها ، قال البخاري بعد ذكره لرواية مالك عن سهيل :" فمدار هذا الحديث كله على تميم ولا يصح أحد غير تميم " ([23]) ، ولعل الحمل في هذا الخطأ على سهيل بن أبي صالح ، قال ابن حجر :" وقد روى حديث النصيحة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وهو وهم من سهيل أو ممن روى عنه " ([24])، وقال :" ويظهر لي أن الوهم فيه من سهيل " ([25]) ، فسهيل قد قد تغير حفظه بآخرة ([26])،وقد تعددت الروايات عنه في هذا الحديث.

وأما متابعة عبد الله بن جعفر السعدي فمردودة فعبد الله السعدي ( ضعيف ) ([27]).

(( الحكم على الحديث ))

الحديث من الوجه المرجح مخرج في صحيح مسلم.




Text Box: الحديث  : الخامس  والثمانون.
 

 

 


قال أبو نعيم رحمه الله :

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ، ثنا محمد ابن منهال ، ثنا يزيد بن زريع ، ثنا هشام الدستوائي ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله r  :"  أتيت ليلة أسري بي إلى السماء فإذا أنا برجال تقرض شفاههم بمقاريض فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الخطباء من أمتك ".

كذا رواه يزيد عن هشام .

ورواه أبو عتاب: سهل بن حماد عن هشام فأدخل ثمامة بين مالك وبين أنس .

[ حلية الأولياء 6/248-249].

(( تخريج الحديث ))

الحديث يرويه هشام الدستوائي واختلف عنه من وجهين :

الأول : يروى عنه ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك t ، عن النبي r .

الثاني : يروى عنه ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مالك بن دينار ، عن ثمامة بن عبد الله ، عن أنس بن مالك t ، عن النبي r .

تخريج الوجه الأول :

( هشام الدستوائي  ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك t ، عن النبي r ).

يرويه يزيد بن زريع من هذا الوجه عن هشام الدستوائي.

رواه أبو يعلى في المسند 7/180 ح ( 4160 ) ، ابن حبان كما في  الإحسان ، كتاب : الإسراء 1/249 ح ( 53 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/386 و 6/248-249 ، والضياء المقدسي في المختارة 7/207 ح ( 2646 ).

 

تخريج الوجه الثاني :

( هشام الدستوائي ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مالك بن دينار ، عن ثمامة بن عبد الله ، عن أنس بن مالك t ، عن النبي r ).

رواه  سهل بن حماد أبو عتاب من هذا الوجه عن هشام الدستوائي.

رواه ابن أبي حاتم في التفسير  1/100-101 ح ( 472 ) ، والطبراني في المعجم الأوسط 8/144 ح( 8223 ) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 6/249.

(( تراجم الرواة ))

أولاً : ترجمة مدار الحديث.

هشام بن أبي عبد الله واسمه سنبر الدستوائي([28]) أبو بكر البصري [ ع ].

روى عن : أيوب السختياني ، المغيرة بن حبيب ، ويحيى بن أبي كثير .

روى عنه : يزيد بن زريع ، وسهل بن حماد ، وإسحاق بن يوسف الأزرق.

قال وكيع بن الجراح :" كان ثبتاً " ،  وقال محمد بن سعد : "كان ثقة ثبتاً في الحديث حجة إلا أنه يرى القدر " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة " ، وقال الإمام أحمد :" الدستوائي لا تسأل عنه أحداً ما أرى الناس يروون عن أحد أثبت منه مثله عسى وأما أثبت منه فلا " ، وقال علي بن المديني :" ثبت " ، وقال أبو داود الطيالسي :" كان هشام الدستوائي أمير المؤمنين في الحديث " ، وقال العجلي :" ثقة، ثبت في الحديث" ، وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت ، رمي بالقدر " ([29])

ثانياً : ترجمة راوي الوجه الأول .

يزيد بن زريع العيسي.

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 38 ).

ثالثاً : ترجمة راوي الوجه الثاني.

سهل بن حماد العنقزي ([30]) أبو عتاب الدلال البصري [م 4 ].

روى عن : شعبة بن الحجاج ، وقرة بن خالد ، وهشام الدستوائي.

روى عنه : خليفة بن خياط ، وعلي بن المديني ، وعمر بن شبة .

قال يحيى بن معين :" لا أعرفه " ([31]) " ، قال الإمام أحمد :" لا بأس به " ، وقال أبو زرعة وأبو حاتم :" صالح الحديث شيخ " وقال العجلي :" ثقة " ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر:" صدوق " ، مات سنة ثمان ومائتين ، ([32]) .

(( دراسة الاختلاف ))

الحديث يرويه هشام الدستوائي واختلف عنه من وجهين :

الأول : يرويه يزيد بن زريع ، عن هشام الدستوائي ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك t ، عن النبي r .

الثاني : يرويه سهل بن حماد ، عن المغيرة بن حبيب ، عن مالك بن دينار ، عن ثمامة بن عبد الله ، عن أنس بن مالك t ، عن النبي r .

وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه  الثاني هو الراجح ، فراويه من أثبت الناس ، والمخالف له صدوق.

قال ابن حبان :" روى هذا الخبر أبو عتاب الدلال عن هشام عن المغيرة ، عن مالك بن دينار ، عن ثمامة ، عن أنس ، ووهم فيه ؛ لأن يزيد بن زريع أتقن من مائتين من مثل أبي عتاب وذويه " ([33]).

(( الحكم على الحديث ))

سأدرس إسناد الحديث من الوجه المرجح بإسناد أبي يعلى رحمه الله حديث قال : حدثنا محمد بن المنهال ، حدثنا يزيد ، حدثنا هشام الدستوائي ، عن المغيرة : ختن مالك بن دينار عن مالك بن دينار ،عن أنس قال رسول الله  :" أتيت على سماء الدنيا ليلة أسري بي الحديث.

محمد بن المنهال التميمي المجاشعي أبو جعفر الضرير البصري [خ م د س ].

روى عن : أبي داود ، وعبد الله بن مخلد البصري ، و يزيد بن زريع .

روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وأبو يعلى الموصلي.

قال العجلي  :" ثقة " ، وقال أبو حاتم :" ثقة ، حافظ ، كيس " ، وقال الذهبي :" كان آية في الحفظ " ، وقال ابن حجر:" ثقة ، حافظ " ، مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين   ([34])

يزيد بن زريع.

ثقة ، سبق ترجمته في الحديث رقم ( 38 ).

هشام الدستوائي.

ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.

المغيرة بن حبيب ، أبو صالح الأزدي.

روى عن مالك بن دينار وهو ختنه ، وسالم بن عبد الله ، وشهر بن حوشب .

روى عنه :  هشام الدستوائي ، وحماد بن زيد .

قال البخاري :" وكان صدوقاً عدلاً " ، وقال أبو داود :" لا بأس به ، هذا من أفضل الناس " ، ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال :" يغرب " ، فهو صدوق كما قال البخاري ([35])

مالك بن دينار البصري ، أبو يحيى البصري ،[ خت 4].

روى عن : أنس بن مالك t ، وثمامة بن عبد الله ، وأيوب السختياني.

روى عنه : المغيرة بن حبيب ، وسعيد بن أبي عروبة ، وصدقة بن موسى الدقيقي.

قال ابن سعد ، و النسائي ، والدارقطني :" ثقة " ، وذكره بن حبان في الثقات.

قال الذهبي ، وابن حجر :" صدوق " ، وما أدري لم أنزله الذهبي وابن حجر عن رتبة ثقة ، وقد وثقه جماعة ، مات سنة ثلاثين ومائة  ([36]).

أنس بن مالك الأنصاري t .

صحابي.

الحكم على الحديث:

الحديث بهذا الإسناد ، صحيح.

 

 

 

 

 


Text Box: الحديث : السادس  و الثمانون . 

 

 


قال أبو نعيم رحمه الله :

حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث عن ابن عباس " أن النبي r  خرج من الخلاء فأكل فقيل له :ألا توضأ ؟ فقال : أأصلي؟ فأتوضأ! ".

رواه عن عمرو بن دينار الحمادان ، وشعبة ، والثورى ، وابن عيينة ، وأيوب ، وابن جريج   ، وروح بن القاسم ، ومحمد ابن جحادة ، وليث ، وزمعة بن صالح على خلاف بينهم.

فقال شعبة : عن عمرو ، عن رجل ، عن ابن عباس .

وقال ليث : عن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس .

وقال محمد بن جحادة : عن عمرو ، عن عطاء بن يسار ،عن ابن عباس ([37]) .

ووافق الباقون حماد بن سلمة .

ورواه ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، رواه عنه أيوب السختياني .

ورواه مروان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبى مليكة ، عن عائشة .

ورواه الحسن بن ذكوان ، عن عطاء ، عن ابن عباس .

[ حلية الأولياء 6/254 ].

(( تخريج الحديث ))

الحديث يرويه عمرو بن دينار واختلف عنه من خمسة أوجه :

الأول : يروى عنه ، عن سعيد بن الحويرث ، عن عبد الله بن عباس t ، عن النبي r .

الثاني : يروى عنه ، عن رجل ، عن عبد الله بن عباس t ، عن النبي r .

الثالث : يروى عنه ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس t ، عن النبي r .

الرابع : يروى عنه ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة رضي الله عنها،  عن النبي r .

الخامس : يروى عنه ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة t ، عن النبي r .

تخريج الوجه الأول :

( عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث ، عن عبد الله بن عباس t ، عن النبي r .

يرويه من هذا الوجه عن عمروبن دينار  تسعة :

حماد بن زيد .

رواه  أبو داود الطيالسي في المسند 4/481 ح ( 2888 ) ، بلفظ : فقالوا نأتيك بوضوء ؟ فقال : أصلي فأتوضأ ، ومن طريقه :- رواه أبو عوانه في المسند 1/274 ، ورواه مسلم في صحيحيه كتاب : الحيض ، باب ( 31 ) : جواز أكل المحدث الطعام 1/282 ح       ( 374 /118) ، بلفظ: فأتي بطعام فذكروا له الوضوء ، فقال :" أريد أن أصلي فأتوضأ " ، وأبو القاسم البغوي في الجعديات 1/478 ح ( 1659 ) ، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم ، كتاب : الطهارة ، باب (61 ): ما أتيح من الأكل إذا جاء من حاجته 1/407 ح ( 820 ).

سفيان بن عيينة .

رواه الحميدي في المسند 1/225 ح( 478 )،ولفظه : لم أصل فاتوضأ ، ومن طريقه :رواه ابن عبد البر في التمهيد 17/42 ، ورواه الإمام أحمد في المسند 4/406 ح ( 1932 )، ولفظه : لم أصل فاتوضأ ، ومن طريقه: رواه أبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم ، كتاب : الطهارة ، باب (61 ): ما أتيح من الأكل إذا جاء من حاجته؟ 1/408 ح ( 821 ) ، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ، كتاب :   باب ( 20 ) : في الرجل يخرج من المخرج فيأكل قبل أن يتوضأ 5/133 ح ( 24451 ). ولفظه : لم أصل فاتوضأ ، ومن طريقه : رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الحيض ، باب ( 31 ) : جواز أكل المحدث الطعام 1/283 ح ( 374 /119) ، ولفظه : لِمَ ؟  أأصلي  فأتوضأ ؟ ، وأبو القاسم البغوي في الجعديات 1/478 ح ( 1660 ).

ورواه سعدان بن نصر في جزء في حديثه ص 13 ح 14، ومن طريقه : رواه أبو الحسن بن بشران في فوائده ، 1/200 ح ( 611 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ، كتاب : الطهارة ، باب : فرض الطهور للصلاة 1/42 ، وفي كتاب الآداب ص 164 ح ( 488 ) ، وفي شعب الإيمان 5/68 ح ( 5806 ) ، ورواه الدارمي كتاب : الطهارة ، باب ( 79 ) : الرجل يخرج من الخلاء فيأكل 1/593 ح ( 794 ) ، وكتاب : الأطعمة ، باب ( 35 ) : في الأكل والشرب على غير وضوء 2/1318 ح ( 2120 ) ، و الترمذي في الشمائل المحمدية ص 153 ح ( 187 ) ، وأبو عوانه في المسند1/273 ، والطحاوي شرح معاني الآثار 1/90-91 ، وأبو عوانه في المسند1/273 ، وأبو جعفر البختري في أماليه ( ضمن مجموع ) ص 219 ح ( 200 ) ،وأبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين ( ضمن مجموع ) ص 200 ح ( 611 )

محمد بن مسلم الطائفي.

رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الحيض ، باب ( 31 ) : جواز أكل المحدث الطعام 1/283ح( 374 /120 ) بلفظ : لم ألصلاة ؟ ، و أبو القاسم البغوي في الجعديات 1/479 ح ( 1661 ) ، ومن طريقه : رواه المزي في تهذيب الكمال 26/416 ، ورواه أبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم ، كتاب : الطهارة ، باب (61 ): ما أتيح من الأكل إذا جاء من حاجته 1/408 ح ( 823 ) .

حماد بن سلمة .

رواه أبو داود الطيالسي في المسند 4/481 ح ( 2888 ) ، بلفظ : فقالوا نأتيك بوضوء ؟ فقال : أصلي فأتوضأ ، ومن طريقه : رواه أبو عوانه في المسند 1/274 ، ورواه الطحاوي شرح معاني الآثار 1/91 ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 6/254 .

سفيان الثوري .

رواه الإمام أحمد المسند4/339 ح ( 2558 ) ، بلفظ  : من أي شيء أتوضأ ! أصلي فأتوضأ – أو صليت فأتوضأ ؟ ، و الدارمي ، كتاب : الأطعمة ، باب ( 35 ) : في الأكل والشرب على غير وضوء 2/1318 ح( 2120 ) بلفظ : أصلي فاتوضأ ؟  ([38]) .

 

روح بن القاسم .

رواه ابو العباس السراج في مسنده ص 42 ح ( 25 ) ، وأبو عوانه في المسند 1/274-275 ، بلفظ : إني لا أريد أن أصلي فأتوضأ ، والطحاوي شرح معاني الآثار 1/91 ، ورواه ابن حبان كما في الإحسان ، كتاب : الأطعمة ، باب ( 1 ) : آداب الأكل 12/8 ح ( 5208 ) ، بلفظ : إني أريد أن أصلي فأتوضأ ، و أبو الشيخ الأصبهاني طبقات المحدثين بأصبهان 4/192 .

أيوب السختياني .

رواه الإمام أحمد المسند5/373 ح ( 3382 ) بلفظ: فقالوا : ألا نأتيك بوضوء ؟ فقال : أصلي فأتوضأ؟ ، ورواه عبد بن حميد كما في المنتخب ص 230 ح ( 690 ) ، بلفظ : فقيل : ألا تتوضأ ؟ فقال : إنما أمرتم بالوضوء للصلاة  ، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 8/204 .

زمعة بن صالح .

رواه أبو نعيم حلية الأولياء 8/331 .

عبد الملك بن جريج.

رواه مسلم في صحيحه ، كتاب : الحيض ، باب ( 31 ) : جواز أكل المحدث الطعام 1/283ح( 374 /120 ) ،بلفظ : تبرز رسول الله r لحاجته ، ثم رجع ، فأتي بعرق([39]) ، فلم يتوضأ ، فأكل منه ، وأبو عوانة في المسند 1/274.

وتابع عمراً بن دينار على هذا الوجه :

عبد الملك بن جريج.

وليس هذا اختلاف على ابن جريج لكنه كان يروي الحديث عن سعيد بن الحويرث ثم يقول كما عند مسلم ، وزادني عمرو بن دينار ، وعند أبي عوانة قال :" فذكرت ذلك لعمرو بن دينار فعرفه ، وزاد فيه : قيل له : ألا توضأ ؟ فقال : ما أريد أن الصلاة فاتوضأ".

ومواضع متابعة ابن جريج لعمرو بن دينار في أصل الحديث هي :-

رواه الإمام في المسند 3/345 ح( 2570 ) ، و 3/462 ح( 2016 ) و5/296 ح( 3245 ) ، والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب " آداب الأكل ، باب ( 1 ) : ترك غسل اليدين قبل الطعام 4/170ح ( 6736 ) ، بلفظ : أن رسول الله r تبرز ، فطعم ، ولم يمس ماءً ، ورواه أبو عوانة 1/274 ، ورواه ابن عبد البر في التمهيد 17/42.

وتابع سعيد بن الحويرث على هذا الوجه :

ابن أبي مليكة .

رواه الإمام أحمد في المسند 4/335 ح( 2549 ) ، و5/372 ح( 3381 ) ، وأبو داود في سننه ، كتاب : الأطعمة ، باب ( 11 ) : في غسل اليدين عند الطعام 2/372 ح ( 3760 ) ، والترمذي في سننه ، أبواب : الأطعمة ، باب ( 40 ) : في ترك الوضوء قبل الطعام 3/426 ح ( 1847 ) ، وفي كتاب الشمائل ص 153 ح ( 186 ) ، والنسائي في سننه ، كتاب : الطهارة ، باب ( 101 ) : الوضوء لكل صلاة 1/92 ح ( 132 ) ،  وابن خزيمة كتاب : الوضوء ، باب ( 26 ) ذكر الدليل على أن المُحدِث لا يجب عليه الوضوء قبل وقت الصلاة 1/23 ح ( 35 ) ، وعبد بن حميد ، كما في المنتخب 1/230 ح ( 690 ) .

تخريج الوجه الثاني :

( عمرو بن دينار ، عن رجل ، عن عبد الله بن عباس t ، عن النبي r ).

تفرد به شعبة بن الحجاج من هذا الوجه عن عمرو بن دينار.

رواه أبو داود الطيالسي في المسند 4/482 ح ( 2889 )، وأبو القاسم البغوي في الجعديات 1/479 ح ( 1662 ) .

تخريج الوجه الثالث :

( عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس t ).

يرويه من هذا الوجه عن عمرو بن دينار  اثنان :

ورقاء بن عمر اليشكري .

رواه الطبراني في المعجم الكبير 12/64 – 65 ح ( 12547 ) .

 

ليث بن أبي سليم.

ذكره أبو نعيم  في حلية الأولياء 6/254 .

تخريج الوجه الرابع :

( عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة رضي الله عنها ، عن النبي r).

تفرد به مروان من هذا الوجه عن عمرو بن دينار.

ذكره أبو نعيم حلية الأولياء في 6/254 .

تخريج الوجه الخامس :

( عمرو بن دينار ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة t ، عن النبي r ).

تفرد به محمد بن جحادة من هذا الوجه عن عمرو بن دينار.

رواه ابن ماجه في سننه ، كتاب : الأطعمة ، باب ( 5 )  :الوضوء للطعام 4/9 ح         ( 3261 ) ، والدارقطني في الغرائب والأفراد ، كما في الأطراف 5/229 ، وابن عدي في الكامل 3/192 .

(( تراجم الرواة ))

أولاً : ترجمة مدار الحديث .

عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي [ع ].

روى عن : سعيد بن جبير ، وسعيد بن الحويرث ، وسعيد بن المسيب.

روى عنه : سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وشعبة بن الحجاج.

قال سفيان بن عيينة :" ثقة ، ثقة ، ثقة " ، وقال أبو زرعة ، وأبو حاتم ، والنسائي :" ثقة "

وقال ابن حجر :" ثقة ، ثبت " ، مات سنة خمس وعشرين ومائة ([40])

ثانياً : تراجم رواة الوجه الأول .

حماد بن زيد بن درهم الأزدي ، أبو إسماعيل البصري [ ع ].

روى عن : عاصم بن بهدلة ، وابن جريج ، وأيوب السختياني ، وعمرو بن دينار .

روى عنه : وكيع بن الجراح ، وعلي بن المديني ، وسفيان الثوري ، أبو بلال الأشعري .

قال عبد الرحمن بن مهدي :" الأئمة في الحديث أربعة : الأوزاعي ، ومالك بن أنس ، سفيان الثوري ، وحماد بن زيد" ، قال محمد بن سعد : "وكان ثقة ثبتًا حجة كثير الحديث"، قال الإمام أحمد :" حماد بن زيد من أئمة المسلمين من أهل الدين والإسلام" ، وقال ابن حجر : " ثقة ، ثبت " ، مات سنة تسع وسبعين ومائة ،([41]) .

سفيان بن عيينة .

ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).

محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي ، [ خت م 4].

روى عن : عبد الله بن طاووس ، وعبد الملك بن جريج ، وعمرو بن دينار .

روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس ، ، وعبد الله بن وهب ،عبد الرزاق بن همام .

وقال عبد الرحمن بن مهدي :" كتبه صحاح " ، وقال يحيى بن معين :" ثقة ، لا بأس به ، وكان إذا حدث من حفظه يخطئ ، وإذا حدث من كتابه فليس به بأس " ، وقال الإمام أحمد :" ما أضعف حديثه ، وضعفه جداً " ، وقال أبو داود :" ليس به بأس " ، وذكره بن حبان في كتاب الثقات ، وقال :"كان يخطئ " ،  قال ابن عدي بعد أن روى له بعض الأحاديث:" وله غير ما ذكرت أحاديث حسان غرائب وهو صالح الحديث لا بأس به لم أر له حديثا منكراً" ، وقال الذهبي :" فيه لين وقد وثق له في مسلم حديث واحد " ، وقال ابن حجر:" صدوق ، يخطئ من حفظه" ، مات سنة سبع وسبعين ومائة ([42])

حماد بن سلمة بن دينار البصري .

ثقة ، سبقت ترجمته قريباً.

سفيان الثوري .

ثقة سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).

روح بن القاسم التميمي .

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 30 ).

أيوب السختياني.

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 7 ) .

زمعة بن صالح .

ضعيف ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 61 ).

9- عبد الملك بن جريج.

ثقة ، مدلس ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 1 ).

ثالثاً : تراجم رواة الوجه الثاني .

شعبة بن الحجاج .

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 4 ).

رابعاً : تراجم رواة الوجه الثالث .

ورقاء بن عمر اليشكري.

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 29 ).

ليث بن أبي سليم.

صدوق يخطئ كثيراً ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 47 ).

خامساً : تراجم رواة الوجه الرابع .

مروان ، لا يعرف ، ولم اهتد إلى تمييزه.

سادساً : تراجم رواة الوجه الخامس .

محمد بن جحادة  الأودي .

ثقة ، سبقت ترجمته في الحديث رقم ( 21 ).

 

 

 

(( دراسة الاختلاف ))

من تخريج الحديث يتبين أنه قد اختلف عن عمرو بن دينار من خمسة أوجه :-

الأول : يرويه حماد بن زيد  ، وسفيان بن عيينة  ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وحماد بن سلمة ، و سفيان الثوري ، وروح بن القاسم ، وأيوب السختياني ، وزمعة بن صالح  ، عبد العزيز بم الحصين تسعتهم ، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن الحويرث ، عن عبد الله بن عباس t ، عن النبي r .

الثاني : يرويه شعبة بن الحجاج ، عن عمرو بن دينار ، عن رجل ، عن عبد الله بن عباس t ، عن النبي r .

الثالث : يرويه ورقاء بن عمر اليشكري ، وليث بن أبي سليم ، كلاهما : عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس t ، عن النبي r

الرابع : يرويه مروان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي r.

الخامس : يرويه محمد بن جحادة ، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة t، عن النبي r

وبعد النظر في حال المدار ، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه  الأول ، هو الراجح ، وقرائن ترجيحه :-

أن هذا الوجه من رواية الأرجح عدداً ، فهم ثمانية ،فيهم-سفيان بن عيينة -أوثق أصحاب عمرو بن دينار ([43]).

المتابعات للمدار ومن فوقه بروايته على هذا الوجه.

أنه مخرج عن ثلاثة من رواته في صحيح مسلم.

وممن قال بهذا من العلماء :-

سئل أبو حاتم عن الوجه الخامس فقال :"  هذا خطأ ؛ إنما هو عمرو بن دينار ، عن سعيد بن الحويرث ، عن ابن عباس ، عن النبي r ".

قلت لأبي :" الوهم من زهير " ؟ ، قال :" لا هو من ابن حجادة " ([44]).

وتردد ابن عدي في تعين الواهم في هذا الوجه فقال :" هكذا حدث به زياد عن بن جحادة عن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة وتابعه على ذلك زهير بن معاوية وعندي أنهما أخطآ على بن جحادة أو الخطأ من بن جحادة عن عمرو بن دينار فإن هذا الحديث لا يرويه عن بن جحادة غيرهما .

ثم قال :" وقد روى هذا الحديث أصحاب عمرو بن دينار الأثبات مثل : حماد بن زيد ، وابن عيينة ، وغيرهما عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن الحويرث ، عن بن عباس ، وهو الصواب " ([45]).

وقال الدارقطني :" والصواب عن عمرو بن دينار عن سعيد بن الحويرث  عن ابن عباس " ([46]).

 

(( الحكم على الحديث ))

الحديث من الوجه المرجح مخرج في صحيح مسلم.

 

 

 

 



([1] ) أبلى :  من أبلى بلاء   بصيغة المجهول أي أعطى عطاء والبلاء يستعمل في الخير والشر لكن أصله الاختبار والمحنة وأكثر ما يستعمل في الخير قال الله تعالى  (( بلاء حسناً )). عون المعبود 13/115.

([2] ) ينظر :تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 133 ت 428 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 1/511 ت 1313 ، الضعفاء الصغير للبخاري ص 58 ت 307، التاريخ الكبير 4/296 ت 2886 ، الجرح والتعديل 4/429 ت 1889 ، تهذيب الكمال 13/133 ت 2863 ، تقريب التهذيب ص 451 ت 2929.

([3] ) القهستاني : بضم القاف والهائ وسكون السين المهملة ، وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين ، وفي أخرها النون ، هذه النسبة إلى قهستان ، ناحية بخرسان ، الأنساب 4/564.

([4] ) ينظر: الجرح والتعديل 5/27 ت 122 ، الثقات 8/356 ، المعجم المشتمل  ، تهذيب الكمال 14/361 ت 3199 ، الكاشف 1/542 ت 2663 ، تقريب التهذيب  ص 496 ت 3265.

([5] ) ينظر: العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 2/474 ، الجرح والتعديل 4/475 ت 2086 ، معرفة الثقات 1/481 ت 798 ، تهذيب الكمال 13/438 ت 2983 ، ميزان الاعتدال  3/469، من تكلم فيه وهو موثق ص 102 ت 167 ، تقريب التهذيب ص 465 ت 3052.

([6] ) الثقات 4/398.

([7] ) تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 3/491 ، والمراسيل لابن أبي حاتم ص 100.

([8] ) جامع التحصيل ص 202.

([9] ) علل الحديث 2/318.

([10] ) ينظر : الطبقات الكبرى 9/112 ، تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 163 س 585 ، العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد 3/112 س 4459 ، الجرح والتعديل 6/368 ت 2030 ، معرفة الثقات 2/163 ت 1330 ، الثقات 7/260 ، سؤالات البرقاني للدارقطني ص 53 س 374 تهذيب الكمال 21/258 ت 4195 ، من تكلم فيه وهو موثق ص 142 ت 256 تقريب التهذيب ص 713 ت 4892.

([11] ) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 3/225 ، الجرح والتعديل 4/338 ت 1486 ، الثقات 4/ 365 ، مشاهير علماء الأمصار ص 77 ت 555 ،  الكامل 4/40 ، سؤالات البرقاني للدارقطني ص 36 س 218 ، تهذيب الكمال 12/413 ت 2714 ، تقريب التهذيب ص 433 ت 2779 ، الكواكب النيرات ص 472.

([12] )  تصحفت في المطبوع من صحيح ابن خزيمة إلى ( زياد ) والتصويب من اتحاف المهرة لابن حجر 9/77.

 

([13] )  ينظر : الجرح والتعديل 2/441 ت 1760، الثقات لا بن حبان 4/86 ، تهذيب الكمال 4/330 ت 803 ، الكاشف تقريب التهذيب ص 182 ت 810 ، تهذيب التهذيب 1/472ت 856 .

([14] ) الجرح والتعديل 8/451 ت 2070 ، تهذيب الكمال 29/298 ت 6373 ، تقريب التهذيب ص 996 ت 7136.

([15] ) ينظر : التاريخ الكبير 3/61 ت 222 ، الجرح والتعديل 3/249 ت 1110 ، الثقات 6/230 ، 

([16] )  تقريب التهذيب ص 1059 ت 7630.

([17] ) تقريب التهذيب 176 ت 759.

([18] ) إرواء الغليل 3/9 ح ( 564 ).

([19] ) ينظر : الجرح والتعديل 2/ 365 ت 1408 ، العلل ومعرفة الرجال 1/531 س 1251 ، تهذيب الكمال 4/151 ت 708 ، الكاشف 1/124 ت 704 ، تهذيب التهذيب 1/420 ت 757 ، تقريب التهذيب ص 171 ت 711.

([20] ) الغرائب والأفراد كما في الأطراف لابن القيسراني 5/346.

([21] )  شرح مشكل الآثار 4/75.

([22] )  تغليق التعليق 2/58.

([23] ) التاريخ الأوسط 2/29.

([24] ) فتح الباري 1/137.

([25]  ) تغليق التعليق 2/59.

([26] ) تقريب التهذيب ص 421 ت 2690.

([27] ) سبقت ترجمته في الحديث الأول.

([28] ) الدستوائي : بفتح الدال ، وسكون السين المهملتين ، وضم التاء ، ثالث الحروف ، وفتح الواو ، وفي آخرها الألف ، ثم الياء آخر الحروف ، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد الأهواز ، يقال لها : دستوا ، الأنساب 2/476.

([29] ) ينظر: الجرح والتعديل 9/59 ت 240 ، من كلام يحيى بن معين في الرجال رواية ابن طهمان ص55 س 109 ، معرفة الثقات 2/330 ت 1903 ،  تهذيب الكمال 30/217 ت 6582 ، تقريب التهذيب ص 1022 ت 7349.

([30] )  العنقزي : بفتح العين المهملة ، والقاف ، بينهما النون الساكنة ، وفي ىخرها الزاي المعجمة ، هذه النسبة إلى العنقز : الريحان ، الأنساب 4/253.

([31] )  قال المزي :" يعني لا أخبر أمره " ، تهذيب الكمال 12/180 ، وقال الذهبي :" عنى أنه ما يخبر حاله " ميزان الاعتدال 3/332.

([32] ) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدارمي ص 126 س 391 ، الجرح والتعديل 4/496 ت 845 ، معرفة الثقات 1/439 ت 691 ، الثقات 8/290 ، تهذيب الكمال 12/179 ت 2608 ، تقريب التهذيب ص 418 ت 2669. 

([33] ) الإحسان  1/294.

([34] ) ينظر: الجرح والتعديل 8/92 ت 396 ،  معرفة الثقات 2/255 ت 1652 ، تهذيب الكمال 26/509 ت 5633 ، الكاشف 2/224 ت 5171 ، تقريب التهذيب ص 899 ت 6368.

([35] ) ينظر: التاريخ الكبير 7/325 ت ، الثقات 7/466 ، سؤالات الآجري لأبي داود 2/ 134 س 1366 ،  لسان الميزان 6/16 ، تعجيل المنفعة ص 409 ت 1062 .

([36] ) ينظر: الطبقات الكبرى 7/243 ، الثقات 7/460 ، سؤالات البرقاني 1/66 س 497 ،  تهذيب الكمال 27/135 ت 5737 ، من تكلم فيه وهو موثق ص 157 ت 291، تقريب التهذيب  ص 915 ت 6475.

([37] ) الرواية من طريق محمد بن جحادة عن عمرو بن دينار عن أبي هريرة t وليست عن ابن عباس t ، كما سيأتي في تخريج الوجه الخامس .

([38] ) قال فيه : سعيد بن أبي الحويرث ، وصوبه الدارمي فقال : إنما هو سعيد بن الحويرث.

([39] ) العرق :العظم إذا اخذ عنه معظم اللحم ، التهاية في غريب الحديث 3/220.

([40] ) ينظر : الجرح والتعديل 6/ 231ت 1280، تهذيب الكمال 22/5 ت 4360 ، تقريب التهذيب ص 734 ت 5059.

([41]) الطبقات الكبرى  7/286 ، مقدمة الجرح والتعديل 1/176  الجرح والتعديل 3/  ت 617 ، تهذيب الكمال 7/239 ت 1481 ، تقريب التهذيب ص 178 ت 1498 .

([42] ) ينظر : تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري 3/76 ، الجرح والتعديل 8/77 ت 322 ، الثقات 7/399 ،  الكامل 6/126 ، تهذيب الكمال 26/412 ت 5604 ، الكاشف 2/217 ت 5151 ،  تقريب التهذيب ص 896 ت  6333.

([43] ) كذا قال يحيى بن معين ، والإمام أحمد بن حنبل ،  وأبو حاتم ، ينظر : شرح علل الترمذي ، لابن رجب 2/493-494.

([44] ) علل الحديث 1/23.

([45] )  الكامل 3/191.

([46] ) العلل 8/295 ، وأطراف الغرائب 5/230.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اندكس بوستك

اضغط الرابط لتفتح الدرايف